منذ الكشف عنه في عام 2020، عانى جهاز بلايستيشن 5 من انتقادات متكررة بسبب استخدام طبقة Glossy Plastic لامعة في منتصف الهيكل، وهو ما جذب بصمات الأصابع بسهولة، وعرض الجهاز لمظهر غير متناسق وخدوش ظاهرة.
الآن، وفي النسخة الجديدة PS5 CFI‑2116، قررت سوني التخلّي عن هذه الطبقة لصالح تشطيب مطفّى (Matte Finish) أكثر أناقة ومتانة، مع تحسينات داخلية تجعل هذا الإصدار علامة فارقة في تاريخ الجهاز.
لماذا تغيّر تصميم PS5 CFI‑2116 إلى التشطيب المطفّى؟
منذ إطلاق بلايستيشن 5 في أواخر 2020، واجه الجهاز - لا سيما من قِبل جمهور اللاعبين المتعصّبين للتفاصيل — نوعًا من الجدل حول التصميم الخارجي لما يتمتع به من تركيبة بصرية تتضمّن مزيجًا من الأسطح اللامعة وغير اللامعة.
وعلى الرغم من أن بعض المستخدمين وجدوا أن الشكل جذاب، إلا أن غالبية الانتقادات ركّزت على العيوب العملية لـ “السطح اللامع” في منتصف الجهاز.
فعليًا، ما المشكلة الأساسية مع هذا السطح اللامع؟
أولًا، إنه يجذب بصمات الأصابع بسهولة، بحيث تظهر على الفور فور اللمس، مما يجعل الجهاز يبدو متسخًا حتى بعد وقت قصير من الاستخدام.
ثانيًا، إنه عُرضة للخدوش الصغيرة جدًا — حتى عند تنظيفه بعناية — مما يترك خطوطًا أو آثارًا يصعب إخفاؤها.
ثالثًا، يُعكس الضوء الموجه إليه بطريقة مبالغ فيها، ما يمكن أن يشتّت النظر أو يخلق توهّجات بصريّة تزعج في بعض الزوايا.
وأخيرًا، بالمقارنة مع جودة الجهاز كمنتج جيل جديد، بدا هذا الجزء “رخيص المظهر” في أعين كثير من اللاعبين الحريصين على التفاصيل الجمالية.
وبينما هذه المسائل قد تُعتبر جزئية أو ثانوية من جهة البعض، إلا أنها تُشير إلى أن التصميم ليس مجرد مظهر بل جزء من تجربة المستخدم اليومية، خاصة عندما يُعرض الجهاز في غرفة المعيشة أو قرب شاشة التلفاز.
لذا، عندما كشفت تسريبات حديثة عن طراز جديد يرمز له بـ PS5 CFI‑2116، بدا أن سوني استمعت إلى هذه النقدات وجاهرت بتعديل جوهري: التخلي كليًا عن الطبقة اللامعة في منتصف الهيكل، واستبدالها تمامًا بتشطيب مطفّى (Matte Finish)، والذي يُوفّر مظهرًا أكثر تناسقًا وأناقة، ويقلّل من ظهور البصمات والخدوش، ويُسهّل العناية اليومية بالجهاز.
تصميم أخف ومظهر أكثر أناقة
من الناحية الفيزيائية، يُعد الطراز CFI‑2116 أخف وزنًا من ذي قبل. حيث يبلغ وزنه حوالي 2.433 كجم، مقارنةً بالطرازات السابقة التي وصلت أوزانها إلى 2.556 كجم أو أكثر.
وهذا الفارق في الوزن يُسهّل وضعه على الرفوف أو نقله عند الحاجة، ويُقلل من الضغوط على الأسطح التي يوضع عليها الجهاز.
وبالابتعاد عن المزج بين الأسطح اللامعة والغير لامعة، أصبح المظهر العام للجهاز أكثر انسجامًا وتجانسًا.
فبدلًا من السطح اللامع المعرض للبصمات في المنتصف، يأتي الجهاز الآن بتشطيب مطفّى متقدّم يعكس الضوء بشكل أقل حدة، مما يهدّئ المظهر البصري ويعطي انطباعًا بالجودة والمتانة.
كما أن أحد اللمسات التي لفتت الانتباه هي أن منافذ USB في الجهة الخلفية قد تُلوّن باللون الأزرق المميز، ما يضيف تباينًا جماليًا بسيطًا يسهُل ملاحظته دون أن يُخلّ بتناسق التصميم.
الأداء الأساسي والمساحة التخزينية
والأهم من المظهر أن سوني لم تمس بالأداء المتوقّع من جهاز PS5.
فبغض النظر عن التعديلات الخارجية، يظل PS5 CFI‑2116 يُقدّم نفس قوة المعالجة الرسومية (GPU) ووحدة المعالجة المركزية (CPU)، بالإضافة إلى سرعة قرص SSD العالية التي يعرفها مستخدمو الجهاز. لذا، لن تلاحظ فرقًا على مستوى الأداء في تشغيل الألعاب أو زمن التحميل.
أما من جهة التخزين، فالإصدار الجديد لا يبتعد كثيرًا عن ما سبق، إذ يأتي بسعة 825 جيجابايت، يُمكن للمستخدم فعليًا استغلال نحو 667.2 جيجابايت منها بعد تشغيل نظام التشغيل.
وهو نفس المدى الذي اعتاد عليه جمهور PS5 في الإصدارات السابقة. على الرغم من ذلك، ظهرت إشارات بأن النسخة الرسمية Slim التي راجعتها قنوات تقنية مثل مراجعة أوستن إيفانز تُوفّر سعة 1 تيرابايت، ما يدعم الفرضية بأن CFI‑2116 قد يكون تحديثًا داخليًا يمهّد لإصدار Slim الأكبر سعة.
تحسينات في التبريد والبنية الداخلية
من الناحية الهندسية، أبدت سوني اجتهادًا في إعادة هيكلة نظام التبريد داخل الجهاز.
فقد جرى تعديل أنابيب الحرارة لتكون أكثر انسيابية، مع مراوح محسّنة لضمان تدفق هواء أفضل.
الهدف واضح: الحفاظ على درجات حرارة مثالية حتى في جلسات اللعب الطويلة، وضمان استقرار الأداء.
ولكي تدعم هذه التعديلات دون زيادة الوزن، تقلّصَ سُمك الدروع المعدنية الداخلية إلى النصف تقريبًا، مع استخدام معادن أخف وزنًا، كما خُفّض وزن المروحة نفسها.
رغم هذه التخفيضات، لم تتأثر كفاءة التبريد، وفق ما ذكرته المصادر التقنية.
علاوة على ذلك، يُشار إلى أن استهلاك الطاقة في هذا الطراز لا يختلف بشكل كبير عن الطراز الأخير من PS5 Slim، ما يعني أن سوني حافظت على كفاءة الطاقة دون تضحية.
رؤى من تفكيك أوستن إيفانز
لمن هو مهتم برؤية التفاصيل بدقة، كان لتفكيك صانع المحتوى التقني المعروف أوستن إيفانز أثر كبير في كشف ما وراء الكواليس.
ففي مراجعة الفيديو الخاصة به، قام بفتح الجهاز ومقارنة مكوناته الداخلية مع النسخ السابقة، مما أظهر بوضوح التعديلات الميكانيكية والتصميمية التي أُدخلت.
وقد أكد أن الخامات المستخدمة في الجهاز الجديد تبدو أكثر جودة وتماسكًا، وأن التخفيض في الأجزاء المعدنية لا يؤدي إلى ضعف في البنية بل يعكس ذكاء هندسيًا في الاستخدام الأمثل للمواد.
شركة سوني: العملاق الياباني وراء بلايستيشن 5
تُعد شركة سوني (Sony Corporation)، التي تتخذ من طوكيو مقرًا رئيسيًا لها، واحدة من أكبر التكتلات متعددة الجنسيات في العالم في مجال الإلكترونيات والترفيه.
تأسست الشركة عام 1946 باسم طوكيو تسوشين كوجيو، قبل أن تتبنّى اسم "سوني" في عام 1958، وهو مزيج بين الكلمة اللاتينية Sonus التي تعني الصوت، والكلمة العامية الأمريكية Sonny التي تشير إلى الفتى الصغير الذكي، وهو ما يعكس روح الابتكار والطموح لدى مؤسسي الشركة أكيو موريتا وماسارو إيبوكا.
تشتهر سوني بإنتاجها الواسع من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والاحترافية، فضلاً عن كونها أحد أكبر مطوري ومشغلي ألعاب الفيديو على مستوى العالم، وتحتل مكانة مرموقة كواحدة من أكبر شركات التسجيلات الإعلامية، وتعتبر من أبرز الرواد في سوق أشباه الموصلات، حيث تمتلك حصة سوقية تقارب 50% في مجال مستشعرات الصور.
كما تُعرف الشركة بريادتها في سوق التلفزيونات المتميزة، خاصة في الفئة التي تتجاوز شاشاتها 55 بوصة، حيث تحقق مبيعات عالية تضعها في مرتبة متقدمة عالميًا.
بالإضافة إلى ذلك، تتفرع شركة سوني القابضة إلى عدة شركات تابعة تعمل في مجالات متنوعة تشمل الإلكترونيات، أنصاف النواقل، الإنتاج السينمائي والموسيقي، الألعاب الإلكترونية، والخدمات المالية.
على مدار تاريخها، اعتمدت سوني شعارات متعددة تعبر عن رؤيتها وتوجهاتها، من بينها "Be Moved" (كن متحركًا) التي تعكس التزامها بتحفيز الإبداع والحركة المستمرة.
كما ساهمت الشركة في ترسيخ معايير جديدة في التكنولوجيا والترفيه، مما جعلها لاعبًا رئيسيًا في أسواق العالم.
ويأتي إصدار بلايستيشن 5 CFI‑2116 كجزء من استراتيجية سوني المستمرة لتحديث منتجاتها وتحسين تجربة المستخدم، مستفيدًا من خبرتها العميقة في صناعة الإلكترونيات والتكنولوجيا الحديثة، لتقديم جهاز يجمع بين الأداء القوي والتصميم العصري الذي يعكس فلسفة الابتكار التي تتبناها الشركة منذ تأسيسها.
أقرأ أيضاً: حلقة بلايستيشن State of Play سبتمبر 2025 تكشف عن مفاجآت وأزمات
لماذا تُجري سوني تغييرات؟ المنطق الكامن وراء التحديثات
بالتأكيد، ليس من العادات الغريبة على سوني أن تقوم بتحديث طرازات بلايستيشن باستمرار.
ومن المنطقي أن هذه التعديلات تأتي لأسباب متعددة:
-
أولًا، تقليل استخدام المواد غير الضرورية أو تعزيز الكفاءة في التصميم يمكن أن يساهم في خفض تكلفة الإنتاج على المدى الطويل.
-
ثانيًا، تدارك الملاحظات التي أشار إليها المستخدمون — خصوصًا في الأجهزة عالية الأداء — يعطي انطباعًا بأن الشركة تتابع تجربة المستخدم بدقة.
-
ثالثًا، مثل هذه التعديلات التجريبية قد تمثّل تمهيدًا لإطلاق نسخ “Slim” أو “Pro” مستقبلية أصغر حجمًا، أو ذات استهلاك طاقة أقل.
-
رابعًا، الحفاظ على هوية الجهاز مع التطوير التدريجي يُستخدم كاستراتيجية للحفاظ على ولاء الجمهور دون رفض شامل للنسخ الجديدة.
وبهذا، يُمثّل طراز PS5 CFI‑2116 خطوة متقدمة في تطوير منصة بلايستيشن 5، إذ يدمج بين الاعتراف بالأخطاء التصميمة في النسخ الأولى، والاستجابة لملاحظات الجمهور، مع الحفاظ على الأداء الراقي والمواصفات التقنية المعروفة.
الأسئلة الشائعة حول بلايستيشن 5 طراز CFI-2116 وشركة سوني
ما هو الفرق الرئيسي بين طراز بلايستيشن 5 CFI-2116 والطرازات السابقة؟
الاختلاف الأبرز هو إزالة الطبقة البلاستيكية اللامعة Glossy Plastic واستبدالها بطبقة معتمة Matte Finish، مما يقلل من بصمات الأصابع والخدوش ويحسن من متانة الجهاز ويجعله أكثر أناقة وعملية.
هل يؤثر طراز CFI-2116 على أداء بلايستيشن 5؟
لا، يبقى الأداء كما هو دون تغيير، حيث توفر وحدة المعالجة الرسومية (GPU) والمعالج المركزي (CPU) وسرعة SSD نفس المستوى الموجود في الطرازات السابقة.
ما هي التحسينات الداخلية التي يقدمها طراز CFI-2116؟
يشمل تحسين نظام التبريد من خلال أنابيب حرارة ومروحة محسّنة، كما تم تقليل وزن الدروع المعدنية والمروحة لتعزيز الكفاءة وتقليل وزن الجهاز.
هل طراز CFI-2116 هو نسخة بلايستيشن 5 Slim؟
في الوقت الحالي، يعتبر CFI-2116 تحديثًا داخليًا لطراز بلايستيشن 5، وقد يكون تمهيدًا لإصدار النسخة الرسمية من بلايستيشن 5 Slim التي تم الإعلان عنها لاحقًا.
ما هي شركة سوني وما دورها في صناعة الألعاب؟
شركة سوني هي تكتل ياباني عالمي رائد في مجال الإلكترونيات وألعاب الفيديو، وتمتلك أكبر حصّة سوقية في مجال ألعاب الفيديو من خلال شركة سوني إنتراكتيف إنترتينمنت، وهي المسؤولة عن تطوير وإطلاق أجهزة بلايستيشن.
كيف ساعدت ملاحظات اللاعبين في تطوير طراز CFI-2116؟
استجابت شركة سوني لانتقادات اللاعبين حول الطبقة اللامعة التي كانت تجذب بصمات الأصابع وتعرض الجهاز للخدوش، فقامت بتغيير التصميم ليصبح أكثر عملية ومتانة في الطراز الجديد.
وفي النهاية، لا يُعد التخلّي عن الطبقة اللامعة مجرد تغيّر تجميلي بسيط في PS5 CFI‑2116، بل هو تعديل يعكس فهْمًا أعمق لتجربة المستخدم اليومية — مظهر أنيق أكثر، مقاومة أفضل للبصمات والخدوش، وتناسق بصري غير مزعج. جنبًا إلى جنب، لم تهمِل سوني الجوانب التقنية، فأدركنا تحسينات في نظام التبريد والبنية الداخلية، مع خفض الوزن والحفاظ على الأداء.
إن هذا الإصدار يُمثّل توازناً مدروساً بين الشكل والوظيفة، ودليلاً على أن التطوير المستمر لا يقتصر على أرقام المواصفات، بل يمتد إلى التفاصيل التي يشعر بها اللاعب يوميًا.